ليلة القدر ، هي ليلة المغفرة والعفو، وقد خصَّها الله تعالى بفضائل عظيمة، وقال الله تعالى في حقها : ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها
من حكمة المولى عز وجل أنه اخفى ليلة القدر فى رمضان ليبذل الصائم الجهد في طلبها وخاصة في العشر الأواخر وخاصة الليالي الوترية من شهر رمضان
الدعاء المأثورفي ليلة القدر

أولًا: فضائل ليلة القدر
- ليلة نزول القرآن:
- قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
- فيها يُقدَّر كل أمرٍ من حياة البشر إلى السنة التالية (الآجال، الأرزاق، الحوادث).
- خير من ألف شهر: العبادة فيها تفوق العبادة في ألف شهر (ما يعادل ≈83 سنة)، قال تعالى:
- {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
- مغفرة الذنوب:مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
- «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه).
- نزول الملائكة والروح: تتنزَّل الملائكة بالرحمة حتى طلوع الفجر، قال تعالى:
- {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4].
- الدعاء فيها مُستجاب:يُستحب الإكثار من الدعاء، خاصةً:
- «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (رواه الترمذي).
- اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا من عتقائك من النار في ليلة القدر. آمين.
لماذا أُخفي الله موعد ليلة القدر ؟
- اختبار الاجتهاد في العبادة:
- إخفاؤها يحفز المسلمين على الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر من رمضان، خاصةً في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29).
- قال النبي ﷺ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» (متفق عليه).
- تكريم المخلصين:
- مَن يَجتهد في طلبها يُثاب على نيته وإخلاصه، حتى لو لم يُصادفها.
- حكمة إلهية:
- الله تعالى يُخفي مواقيت بعض العبادات (كساعة الإجابة يوم الجمعة) ليبقى العبد دائم التوجه إليه.
- توزيع الخير على الجميع:
- لو عُلمت ليلة القدر لاقتصرت العبادة عليها، فإخفاؤها يضمن حصول أكثر الناس على بركتها.
علامات ليلة القدر
ليلة القدر لها علامات تُذكر في السُّنَّة النبوية، بعضها يظهر أثناء الليل، وبعضها بعد طلوع الفجر.
- علامات أثناء الليل
- الطمأنينة والسكينة:يشعر المؤمن بالراحة والطمأنية في قلبه، وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم :«لَيْلَةُ الْقَدْرِ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ» (رواه الطبراني).
- انشراح الصدر: يُحب العبد فيها العبادة ويجد لذة في القيام والذكر.
- رؤية نور غير عادي: بعض الصالحين يرون نورًا أو ضياءً خاصًّا (لكن هذا ليس علامةً عامةً للجميع).
- 2. علامات بعد طلوع الفجر
- الشمس تطلع بدون أشعة:قال النبي صلى الله عليه وسلم : «صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَا شُعَاعَ لَهَا، كَأَنَّهَا طَسْتٌ» (رواه مسلم).
- السماء تكون صافيةً كالمِرجَل (القدر النحاسي).
- 3. علامات محتملة (اختلف فيها العلماء)
- المطر الخفيف:قد تمطر السماء في تلك الليلة.
- رُوي أن الأشجار تَسْجُد ثم تعود إلى مكانها (ولكن هذا ضعيف الإسناد).
أدعية لليلة القدر
- (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي).[سورة طه، آية: 25-28.]
- (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).
- (اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ).[1]
- (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا).[2]
- (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[3]
- (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).[سورة آل عمران، آية: 8]
- (يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).
- (اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي).
- (دَعْوةُ ذي النُّونِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ،).
- (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).
- (اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ).
- (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).
المراجع
أدعية ليلة القدر
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان